قصيده حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح فيها المصطفى صلى الله
عليه وسلم وذلك قبل فتح مكة ويهجوا أبا سفيان المغيرة بن
الحارث بن عبد المطلب بن هاشم
القرشي احد إبطال الشعراء في الجاهلية والإسلام وهو اخو رسول الله صلى الله
عليه وسلم من الرضاعة هجا الرسول صلى الله عليه وسلم وهجاء أصحابه ثم اسلم
وحسن إسلامه فرضي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم و مات بالمدينة في عهد عمر
رضي الله عنهم
عفت ذات الأصابع فالجواء .... إلى عذراء منزلها خلاء
ديار من بني الحسحاس قفر .... تعفيها الروامس والمساء
وكانت لايزال بها أنيس .... خلال مروجها نعم وماء
فدع هذا ولكن من لطيف .... يؤرقني إذا ذهب العشاء
لشعثاء التي قد تيمته .... فليس لقلبه منها شفاء
كأن سبيئة من بيت راس .... يكون مزاجها عسل وماء
على أنيابها أو طعم غض .... من التفاح هصّره الجناء
إذا مالاشربات ذُكرن يوما .... فهن لطيب الراح الفداء
نوليها الملامة إن المنا.... إذا ماكان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكا.... وأسدا ماينهنهنا اللقاء
عدمنا خيلنا إن لم تروها .... تثير النقع موعدها كداء
يبارين الأعنة مصعدات .... على أكتافها الأسد الظماء
تظل جيادنا متمطرات .... تلطمهن بالخمر النساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا.... وكان الفتح وانكشف الغطاء
والا فاصبروا لجلاد يوم.... يعز الله فيه من يشاء
وجبريل رسول الله فينا .... وروح القدس ليس له كفاء
وقال الله قد أرسلت عبدا.... يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوموا صدقوه .... فقلتم لانقول ولانشاء
وقال الله قد يسرت جندا .... هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد .... سباب أو قتال أو هجاء
فنحكم بالقوافي من هجانا.... ونضرب حين تختلط الدماء
ألا ابلغ أبا سفيان عني .... فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيوفنا تركتك عبدا.... وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمدا فأجبت عنه.... وعند الله في ذاك الجزاء
اتهجوه ولست له بكفء.... فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برا حنيفا .... أمين الله شيمته الوفاء
فمن يهجوا رسول الله منكم.... ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي .... لعرض محمد منكم وقاء
فإما تثقفن بنو لؤي .... جذيمة ان قتلهم شفاء
أولئك معشر نصروا علينا.... ففي أظفارنا منهم دماء
وحلف الحارث بن أبي ضرار .... وحلف قريظة منا براء
لساني صارم لاعيب فيه .... وبحري لاتكدره الدلاء
وأحسن منك لم تر قط عيني .... وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب .... كأنك قد خلقت كما تشاء